الخميس، 27 مايو 2010

عين ونني




في الكام يوم اللي فاتو على رأي لطيفة كان بيتكرر معايا موقف متشابه الى حد ما
مثلا
كنت راكب المترو من اول محطه ليه وبعدين دخل المترو راجل واضح من لبسه انه راجل على قد حاله وقعد جنبي
وعلى الكرسي اللي قصادنا قعدت واحده ست وجنبها شابه صغيره
المترو اتحرك واحنا في الطريق ابتدت الست اللي قاعده قصادنا تتكلم مع الشابه اللي جنبها
- هو انتي كلمتي محمد
- لأ مكلمتوش
- طب مش تكلميه عشان يستنانا
-معنديش رصيد
-يا حسين.. متكلم محمد
- مفيش معايا تليفون (ده الراجل اللي قاعد جنبي)
- ليه ؟؟
- مش انا بِعته امبارح
- ليه؟
- مكانش معايا فلوس
- طب خذ تليفوني وحط فيه شريحتك وكلم محمد
- ماشي
وهنا بدأت اخد بالي ان الست والراجل تقريبا مش شايفين بعض كويس
لأنها مدت ايدها بالتليفون وهو كمان مد ايده لكن مكانوش محددين الإتجاه بالظبط
وابتدا هو يفتح التيفون من غير ميبص عليه ويطلع الشريحة اللي فيه
وقعد يدور في جيوبه على الشريح بتاعته لحد ما لقاها
راحت الشابه اللي قاعده قصاده فالت
- هات انا ركب الشريحه
(وضع طبيعي ان هي اللي تركب الشريحة لأن الراجل نظره ضعيف جدا)
خدت منه التليفون وبدأت تركب الشريحة ولقيتها برده مبتبصش على التليفون
بعد شويه كده من الكلام والحركات اكتشفت ان التلاته اسره واحده والتلاته نظرهم ضعيف جدا
يعني تقريبا بيشوفوا خيالات بس
لكن هم التلاته متعاملين مع الموقف تماما ومعندهمش مشاكل في الحياه

مره تانيه كنت واقف مع واحد صاحبي عند محل عصير قصب بنشرب شاي بلبن
قصدي عصير
المهم دخل المحل اتنين اصحاب وطلبوا عصير ودفعوا

وهما ماشيين ركزت معاهم شويه لقيت الاتنين أكِفّاء (اديني شكلت الحروف اهه على الله حد يغلط في النطق)
انتين شباب عاديين جدا ماسكين شنط شيك جدا وماشيين عادي خالص وابتدو يحاولو يعدو الطريق في شارع القصر العيني

الغريبه بقى انهم محاولوش يطلبو من حد انه يعديهم
لقيت الاولاني رفع ايده جامد لفوق والتاني ابتدي ينزل رجله من على الرصيف لما حسو ان مفيش صوت للعربيات قريب وابتدو ياخدو خطواتهم ويعدو الطريق عادي جدا

انا كنت سعيد انهم قادرين يتعاملو مع الحياه كده من غير خوف


مره تالثه بس دي مكانتش معايا انا .. دي قصه سمعتها من رجل عزيز جدا على قلبي
بيقول
كنت ماشي في الشارع مرة ولقيت راجل عجوز جدا واقف عند محطة الاتوبيس ولما بيسمع صوت اتوبيس وصل بيسأل اللي جنبه هو ده اتوبيس كام ؟؟
رحت وقفت جنب الراجل وسالته انت عاوز اتوبيس كام يا حج؟؟
قالي على رقم الاتوبيس طلع اللي انا مستنيه
قلتله خلاص انا كمان مستنيه لما ييجي هنركب مع بعض
وفعلا جه الاتوبيس وركبنا وقررت اني انزل معاه عشان اوصله بيته
هو كان فاكرني نازل عادي مش علشانه مخصوص
المهم مشينا في الشارع مع بعض وقالي انا هاطلب منك حاجه
ياريت تيجي معايا البيت وتشرب معايا كبايه شاي
حاولت اشكره واعتذر لكن هو اصر جدا وانا كمان حسيت اني عاوز اروح معاه
المهم وافقت وفي الطري واحنا ماشيين كان بيقولي خلي بالك من الحفرة اللي جايه دي أو حاسب في حجر كبيثر في الحته دي وهكذا!!!
المهم وصلنا البيت ولقيت هناك مراته ست عجوزه جدا وقاعده في الضلمة وعرفت ان هي كمان كفيفه
اول ما دخلنا البيت الست عرفت ان في حد مع جوزها وقالت اهلا بالضيوف
الراجل قالها الاستاذ هيشرب معانا الشاي
قامت الست ونورت النور ودخلت المطبخ وعملت الشاي ورجعت
وشربت معاهم الشاي واحنا بنتكلم عنهم وعن انهم عايشين لوحدهم من زمان ومتعايشين مع الحياه

الغريب بقى في كل القصص دي ان كل النماذج اللي انا قابلتها دي وغيرها كتيييير مبيحاولوش يستعينو بعين حد تاني او يطلبو من حد انه يعملهم حاجه
العيله الاولي فضلو يحاولو يفكو التليفون ويغيرو الشريحه من غير ما يطلبو من حد
والشابين التانيين عدو الطريق برضه من غير ما يطلبو من حد
حتى الراجل العجوز مطلبش من حد انه يقوله لما اتوبيسه ييجي لكن كان بس بيسأل اللي واقف جنبه ساعتها وخلاص

مش عارف ليه انا حسيت انهم فقدو الثقه في اللي حواليهم وانهم متأكدين ان محدش حاسس بيهم وعلى عنده استعداد يساعدهم
ولو ساعده مره مش هيكررها تاني
وقررو انهم يعتمدو على نفسهم ويمشو في الحياه بالقدرات اللي ربنا اداهالهم وحرمنا احنا منها

الموسيقار عمار الشريعي قال مره لمنى الشاذلي المذيعه لما سألته عن سر القدرات الكتيره اللي عنده ومش عند ناس كتير بتشوف
قالها ان ربنا بيخلق الانسان وعنده 100% من القدرات الكامنه جواه والمفروض تطلع
الانسان العادي بيعتمد على العين عشان تقوم بعمل 90% من القدرات دي والبالتالي القدرات دي متستخدمش ولا يتطلع من الاساس
لكن الكفيف بيستغني عن 10% من القدرات اللي معتمده على العين وبيطلع بالقي ال 90% من القدرات زي الذاكرة والشم والاحساس والتركيز العالي والقدرة على تمييز الاصوات في الزحمه والدوشه ... الخ

فهمت بعد كده ان مش هما اللي ربنا حرمهم من نعمة البصر
لكن احنا اللي اتحرمنا من القدره على سماع صوت الاخرين وفهم احتياجات الاخرين من غير ميطلبو ورؤيه اللي محتاج مساعده من غير ميطلب

انا اكتشفت اني مبشوفش ومحتاج حد ياخد بايدي عشان اعرف طريقي


هناك 3 تعليقات:

Rosie يقول...

انا اكتشفت اني مبشوفش ومحتاج حد ياخد بايدي عشان اعرف طريقي
>>>>>
ده فعلا اللى الواجد ممكن يحسه بعد ما يقرا الكلام ده و يشوف الأمثلة دى...أنا ساعات بقول لنفسى ازاى الواحد يبقى فى منتهى الكسل و مستنى حاجات تحصل عشان تحلله مشاكله و الناس حوليه شعلة من النشاط و مش بس كده لأ بيحققوا ده بإمكانيات أقل بكتير...ربنا ينور للجميع بصرهم و قبلهابصيرتهم..

بوب يقول...

شكرا يا روزي على تعليقك الجميل ده
وانا فعلا باعتز جدا بتعليقاتك على الحاجات القليلة جدا اللي باكتبها
"مش علشان انتي الوحيده اللي بتعلقي ولا حاجه" لأني باحس باهتمامك فعلا
الف شكر

حراج يقول...

قصص حلوة وفيها رقى غير طبيعى ياريت بقا اننا نحس باحتياجات الناس من غير ميتكلموا أو يشتكون